{قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها} سريرها {قبل أن يأتوني مسلمين} لأنَّه حينئذٍ لا يحلُّ أخذ ما في أيديهم.{قال عفريت من الجن} وهو المارد القويُّ: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} من مجلسك الذي جلستَ فيه للحكم {وإني عليه} على حمله {لقويٌّ أمين} على ما فيه من الجواهر، فقال سليمان عليه السَّلام: أريد أسرع من هذا، ف{قال الذي عنده علم من الكتاب} وهو آصف بن برخيا، وكان قد قرأ كتب الله سبحانك {أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك} قبل أن يرجع إليك الشَّخَص من منتهى طرفك {فلما رآه} رأى سليمان عليه السَّلام العرش {مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر} نعمته {أم أكفر} ها {ومَنْ شكر فإنما يشكر لنفسه} لأَنَّ نفع ذلك يعود إليه، حيث يستوجب المزيد {ومَنْ كفر فإنَّ ربي غنيٌّ} عن شكره {كريم} بالإٍفضال على مَنْ يكفر النِّعمة.{قال نكروا} غيِّروا لها {عرشها} بتغيير صورته {ننظر أتهتدي} أتعلم أنَّه عرشها فتعرفه.{فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنّه هو} شبَّهته به؛ لأنَّه كان مُغيَّراً، وأراد سليمان أن يختبر عقلها؛ لأنَّه قيل له: إنَّ في عقلها شيئاً، ثمَّ قالت: {وأوتينا العلم} بصحَّة نبوَّة سليمان {من قبلها} من قبل هذه الآية التي رأيتُها في إحضار العرش {وكنا مسلمين} منقادين له قبل مجيئنا.