سورة النمل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النمل)


        


{قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها} سريرها {قبل أن يأتوني مسلمين} لأنَّه حينئذٍ لا يحلُّ أخذ ما في أيديهم.
{قال عفريت من الجن} وهو المارد القويُّ: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} من مجلسك الذي جلستَ فيه للحكم {وإني عليه} على حمله {لقويٌّ أمين} على ما فيه من الجواهر، فقال سليمان عليه السَّلام: أريد أسرع من هذا، ف
{قال الذي عنده علم من الكتاب} وهو آصف بن برخيا، وكان قد قرأ كتب الله سبحانك {أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك} قبل أن يرجع إليك الشَّخَص من منتهى طرفك {فلما رآه} رأى سليمان عليه السَّلام العرش {مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر} نعمته {أم أكفر} ها {ومَنْ شكر فإنما يشكر لنفسه} لأَنَّ نفع ذلك يعود إليه، حيث يستوجب المزيد {ومَنْ كفر فإنَّ ربي غنيٌّ} عن شكره {كريم} بالإٍفضال على مَنْ يكفر النِّعمة.
{قال نكروا} غيِّروا لها {عرشها} بتغيير صورته {ننظر أتهتدي} أتعلم أنَّه عرشها فتعرفه.
{فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنّه هو} شبَّهته به؛ لأنَّه كان مُغيَّراً، وأراد سليمان أن يختبر عقلها؛ لأنَّه قيل له: إنَّ في عقلها شيئاً، ثمَّ قالت: {وأوتينا العلم} بصحَّة نبوَّة سليمان {من قبلها} من قبل هذه الآية التي رأيتُها في إحضار العرش {وكنا مسلمين} منقادين له قبل مجيئنا.


{وصدَّها} ومنها عن الإيمان {ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين} فنشأت فيهم، ولم تعرف إلاَّ قوماً يعبدون الشَّمس.
{قيل لها ادخلي الصرح} وذلك أنَّه قيل لسليمان عليه السَّلام: إنَّ قدميها كحافر الحمار، فأراد سليمان أن يرى قدميها، فاتَّخذ له ساحةً من زجاجٍ تحته الماء والسَّمك، وجلس سليمان في صدر الصَّرح، وقيل لها: ادخلي الصَّرح {فلما رأته حسبته لجة} ماءً، وهي معظمه {وكشفت عن ساقيها} لدخول الماء، فرأى سليمان قدمها وإذا هي أحسن النَّاس ساقاً وقدماً، و{قال} لها: {إنَّه صرح ممرَّد} أملس {من قوارير}، ثمَّ إنَّ سليمان عليه السَّلام دعاها إلى الإِسلام فأجابت و{قالت رب إني ظلمت نفسي} بالكفر {وأسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين}. وقوله: {فإذا هم فريقان} فإذا قوم صالحٍ فريقان مؤمنٌ وكافرٌ {يختصمون} يقول كلُّ فريقٍ: الحقُّ معي، وطلبت الفرقة الكافرة على تصديق صالح عليه السَّلام العذاب، فقال: {يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة} أَي: لمَ قلتم: إنْ كان ما أتيت به حقاً فأْتنا بالعذاب {لولا} هلاَّ {تستغفرون الله} بالتَّوبة من الكفر {لعلكم ترحمون} لكي ترحموا.


{قالوا اطيرنا بك} تشاءمنا بك {وبمن معك} وذلك إنَّهم قُحطوا بتكذيبهم، فقالوا: أصابنا القحط بشؤمك وشؤم أصحابك، فقال صالح عليه السَّلام: {طائركم عند الله} أَيْ: ما أصابكم من خيرٍ وشرٍّ فمن الله {بل أنتم قوم تفتنون} تختبرون بالخير والشرِّ.
{وكان في المدينة} مدينة ثمود {تسعة رهط} كانو عتاةَ قومِ صالحٍ.
{قالوا تقاسموا} احلفوا {بالله لنبيتنَّه وأهله} لنأتينَّ صالحاً ليلاً، ولنقتلنَّه وأهله {ثم لنقولنَّ} لوليِّ دمه: {ما شهدنا مهلك أهله} ما حضرنا إهلاكهم {وإنا لصادقون} في قولنا.
{ومكروا مكراً} لتبييت صالحٍ {ومكرنا مكراً} جازيناهم على ذلك. وقوله: {إنَّا دمرناهم} وذلك أنَّهم لمَّا خرجوا ليلاً لإِهلاك صالحٍ دَمَغتهم الملائكة بالحجارة من حيث لا يرونهم فقتلوهم، وقوله: {وقومهم أجميعن} إهلاك قوم ثمود بالصَّيحة.
{فتلك بيوتهم} مساكنهم {خاوية} ساقطةً خاليةً {بما ظلموا} بكفرهم بالله سبحانه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6